بسم الله الرحمن الرحيم
كيف بكى سلطان باشا الاطرش
أحب من الدموع:
دمعة الطفل لانها بريئة، ودمعة الأم لانها حزينة، ودمعة البطل لانها عزيزة
-أحد الادباء
الشيخ أبو رشيد ابراهيم زويهد احد رجالات حاصبيا الاوائل شجاعة واقداما وحضور ا.
زرناه يوم عودة ولده من المهجر قصد التهنئة. بعد ان اغرورغت عيناه بالدموع وهو ينعم النظر بولده العائد. قال مخاطبا زائريه:
المثل يقول يبكي المرء من ثلاثة: الوجع والحزن وكسر الخاطر، لكنني اقول انه يبكي ايضا من الفرح وانشراح الخاطر.
بقي يدور بخاطري هذا المثل الى ان وجدت جوابا له في كتاب الاديب سلام الراسي (جود من الوجود) حيث يروي عن لسان المجاهد شكيب وهاب عن احد ابطال الامة العربية جمعاء وقائد ثورة ال 25 سلطان باشا الاطرش
"كيف بكى مرة واحدة في حياته" رغم كون حياته بمعظمها قتالا وأستماتة وشهادةً في سبيل الكرامة والعزة والسؤدد. ولهذا كان تقديم شهيد تلو شهيد من رفقائه واهله بالعشرات يوما بعد يوم. واول شهدائه كان والده المغفور له ذوقان الاطرش الذي شنق على يد الاتراك الغاشمين فعلم بذلك الخبر وهو مسوق الى الجندية الاجبارية في جبهة البلقان فعاد على جناح السرعة وعند وصوله خاطب والدته وأشقائه بعدما قابلوه بالبكاء والدموع قائلا لمذا هذا؟
"أليس قدر الاحرار الشهادة والتضحية.
اليست ضريبة الكرامة والحرية الموت سواء كان شنقا ام اغتيالا اليس دم الشهداء مداد الثوار حتى اكمال ثورة وتحقيق نصر".
ثم امتشق الحسام وحارب الاتراك وتقرب من الشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى وقاتل مع لوائه وكان له منهم لقب الباشا تقديرا لبسالته وشجاعته.
بعد ذلك توالت عليه المحن القاسية فلم يكد ينتهي من محاربة الاتراك وطردهم من بلادنا حتى قدم استعمار آخر بوجه جديد متمثلا بوحشية الفرنسيين واستبدادهم. فخسر اولا ولده البكر طلال ورغم ذلك كانت الدمعة عزيزة ثم تبعه ايضا فقدان شقيقه في احدى المعارك وبقيت الدمعة عصيّة ثم كانت خسارته الكبرى بشهادته ذاته اذ استشهد اقرب المقربين اليه الشهيد حمد البربور رفيق الدرب والمصير، ورغم كونه قد كفنه ودفنه بيديه في ارض المعركة، ومع هذا بقي على شيمته وعزته حابسا الدمعة جارح الجفنين، الى ان كان يوم سكب فيه دمعة حارة بعدما شاهد رجاله ورفاقه في المنفى يتقاسمون رغيفا واحدا عند لجوئهم الى منطقة النبك في صحراء السعودية حيث عاشوا في بلقع مقفر لا انيس فيه سوى صوت الوحوش ليلا وفحيح الافاعي نهارا.
وقصة ذلك الرغيف ان مضرب سلطان باشا كان يضم بالاضافة اليىه الامير عادل ارسلان والسيد صبري العسلي ونزيه مؤيد العظم وشكيب وهاب ورهطا من المجاهدين الاشراف الاكارم. وعند الغداء طلب من مرافقه الشخصي ان يحضر الاكل، وبعد تفقد المذكور ( لجراب الخبز) لم يجد سوى رغيف واحد تم تقديمع الى الحاضرين لسد الرمق قدر المستطاع، عندها انحدرت من عين سلطان باشا تلك الدمعة العزيزة إذ حز في نفسه وكسر في خاطره قائلا لذاته الا يكفي الرفاق والثوار تحمل القتال والتشريد والنفي ايضا عدم تامين الطعام لاقتسام هكذا رغيف من شخص الى آخر، معتبرا هذه التضحية المتفانية من قبل رفقائه ونكرانهم لذاتهم تضحية فريدة ربما لا يعادلها او يماثلها سواء كان ذلك في التاريخ القديم ام الحديث.
ويشير الى ذلك امير السيف والقلم الامير عادل ارسلان في قصيدة عصماء نقتطع منها هذه الابيات المعبرة.
يا ساهرا في النبك أين الأولى*****أنت من الشوف إليهم قريــح
في بـلقــع قفرٍ كان الســـمــاء*****لم تروه بالقطر من عهد نوح
إنــســـــانـــة ضبٌّ وأشجـراه*****شيحٌ وأصوات التغني فـحيـح
وعـصبةٌ عـرباء فـوق الثـرى*****لكنها من مجدها في صروح
أخرســـها الصبـر من حـقهــا*****من طولِ ما عذبها أن تصيح
كل رغيفٍ اهله تســـــعة(1) *****كانما صلى عليه المسـيح(2)
(1) عدد الثوار الذين تقاسموا الرغيف.
(2) تيمنا بالعشاء السرّي الذي باركه السيد المسيح في عرس قانا الجليل.
2012-05-05, 23:45 من طرف sameer arshed
» العمل من الانترنت وكسب المال
2012-04-05, 02:14 من طرف fadiyousef
» العادات السبع في العمل الناجح
2012-04-05, 02:10 من طرف fadiyousef
» تعملت من وحدتي
2012-04-01, 16:02 من طرف بوسان
» حكم مضحكةةةةةةةةةةةةةةةةةة
2012-03-20, 16:42 من طرف بوسان
» قمة الشــــــــــــــوق
2012-02-26, 16:21 من طرف بوسان
» لنتعرف على بعض من هنا
2012-02-20, 19:18 من طرف بوسان
» كلمات مؤلمة لكنها حقيقة
2012-02-11, 02:39 من طرف بوسان
» تعريف الزلغوطة ههههههههههههه
2012-02-05, 02:08 من طرف بوسان